التمسك بالوحيين عصمة من الزلل بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الأحد الموافق 25 أغسطس 2024 إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم أما بعد، إياك أن تأتي يوم القيامة مفلسا، فقد يكون الرجل صالحا وقد يكون طالب علم أو رجل تقي أو له نشاط في الدعوة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويأتي بصلاة وصيام وزكاة ويأتي بالمعاصي والمنكرات، وقد بدأ الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم الحديث عن المفلس بماذا من المعاصي ؟ فهل قال ويأتي وقد زنا لا لم يقل وقد زنا، يأتي وهو يشرب خمرا لا هو رجل يصلي ويصوم يزكي، فاسمع ماذا بدأ من الأخطاء التي وقعت منه ما قال وقد نظر الى حرام، فهل يقول صلي الله عليه وسلم يأتي وقد أكل شيئا من الحرام.
بل يأتي وقد شتم هذا بدأ باللسان ثم ذكر أمرا آخر يتعلق باللسان وقذف هذا لاحظ كلها تتعلق باللسان ثم قال وأكل مال هذا وسفك دم هذا يعني نصف ما في الحديث يتعلق باللسان الشتم والقذف ثم قال صلي الله عليه وسلم وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، قال فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار إذن اسجن لسانك غيبة الناس والوقيعة في أعراضهم والإستهزاء بهم في أشكالهم أو في وظائفهم أو في بيوتهم سواء إنتقصت أخاك في بدنه أو في دينه أو في دنياه أو في ماله أو في أهله أو في مشيته أو ذكرته بلفظك أو بكتابتك أو اشرت اليه بعينك أو يدك أو رأسك كل هذا حرام لذا كان جزاء المغتاب أن يعامل بنقيض قصده فهو يغتاب الناس لأجل أن يضرهم من بغضه لهم.
فيكافئه الله تعالى بأن يأخذوا من حسناته يوم القيامه فيسر ويضر هو ويحزن، وإن من العواصم هو الإعتصام بالكتاب والسنة من أعظم العواصم من قواصم الفتن وهذا العاصم جماع هذا الباب كله إذ جميع العواصم الآتية داخلة فيه، متفرعة عنه، فالتمسك بالوحيين عصمة من الزلل، وأمان بإذن الله من الضلال قال الله عز وجل ” ومن يعتصم بالله فقد هدي إلي صراط مستقيم” وقال النبي صلى الله عليه وسلم ” تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ” وقال عليه الصلاة والسلام في حديث العرباض بن سارية ” وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ” رواه أبو داود.
وليس الاعتصام بهما كلمة تقولها الأفواه من غير أن يكون لها رصيد في الواقع وإنما هي عمل، وإتباع في جميع ما يأتيه الإنسان ويذره ويعظم هذا الأمر حال الفتن إذ يجب الرجوع فيها إلى هداية الوحيين لكي نجد المخرج والسلامة منها، فاللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك يا مولانا سميع قريب مجيب الدعوات، اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم لا تدع لنا فى مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا دينا إلا قضيته ولا مريضا إلا شفيته ولا مبتلى إلا عافيته ولا ميتا إلا رحمته، ولا مجاهدا فى سبيلك إلا نصرته ولا عدوا لدينك إلا دحرته، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وأذل الشرك والمشركين وأهلك أعداءك أعداء الدين، وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .