خواطر وأشعار

ألا تُحبون أن يُنفق الله عليكم ؟!

جريدة الأضواء المصرية

ألا تُحبون أن يُنفق الله عليكم ؟!

بقلم الدكتور/محمد الغلبان

ماذا لو أنك تعيش فى كَنف عائل ثَرى مُتكفل بنفقاتك ، ودرأ عثراتك ، وتلبية إحتياجاتك صغيرها قبل كبيرها ؟ فكيف يكون حالك آنذاك ؟! وماذا لو أخذت وعدا صريحا لا يقبل الشك أو التأويل بذلك من الغنى الكريم الجواد سبحانه حين قال :
بسم الله الرحمن الرحيم ” الذِينَ يُنفقُون أمَوالهُم في سَبيلِ الله ثُم لا يُتبعُونَ ما أنفَقُوا مناً ولاَ أذىً لهم أجرُهم عِندَ ربهم ولا خَوفٌ عَليهم ولا هم يَحزنُون ”
صدق الله العظيم – البقرة (262)

فما أجزلها من منحة وما أثمنها من عَطيه حينما يتكفل بك وبنفقاتك واحتياجاتك الغنى ذو العطاء والمَن .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :
” قال الله تبارك وتعالى : يا بنَ آدمَ ، أَنْفِقْ أُنْفِقْ
عليك ” – أخرجه البخاري ومسلم .

فهذا شَطر إيمان الأمة رفيق رسول الله ﷺ الذى قال فيه : ” لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم ” والذى ضرب الله تعالى به أروع المثل ، وقد أنزل فيه قرآناً معاتباً إياه حينما أضمر فى نفسه منع النفقة والعطاء عن – مُسطَح بن أثاثة – ابن خالة – السيدة عائشه رضى الله عنها وأرضاها – حينما تورط فى ترويج الاشاعة عنها والنفخ فى النار فى حادثة الافك ، فقد كان من فقراء المسلمين وكان الصديق هو من ينفق عليه ويتكفل به ، وحين برأها سبحانه من فوق سبع سماوات حيث قال عز من قائل :
بسم الله الرحمن الرحيم ” إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ”
صدق الله العظيم – النور (11)

ولكن الله تعالى هو الأعلم بنية أبوبكر من وقف جريان النفقة التى كان يجريها على مُسطح ، وقد نهاه عن ذلك حين قال :
بسم الله الرحمن الرحيم ” وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ”
صدق الله العظيم – النور(22)

وهنا قال الصديق : والله إني لأحب أن يغفر الله لي ، فأعاد إلى مُسطح النفقة التي كان يُجريها عليه ، وقال : لا أنزعها منه أبدا .

فهذه تعاليم ديننا السمح وتهاذيب شريعتنا الغراء أن نُحسن حتى لمن أساء إلينا ولا نبتغى بذلك غير وجه الله ونلتمس طاعته ورضاه وعلينا أن نبادر جميعا بالأوبة والتوبة إلى الله من آفة البخل والإمتناع عن الانفاق فى سبيل الله فسلعة الله غالية وتجارته لا تَكسد ولا تبور أبداً
فعن أبي هُريرة قَالَ: قالَ رَسُول اللَّه ﷺ :
” مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ” متفقٌ عَلَيْهِ.

اللهم اجعلنا من المتصدقين المنفقين ، واجعلنا اللهم ممن يسارعون إلى العطاء والمنح ، ولا تجعلنا ممن يعامل الناس بالحرمان والمنع يااااارب .

والله من وراء القصد ،،،

د. الغلبان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى