مقال

المحافظة على نقاء الشريعة والسنة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المحافظة على نقاء الشريعة والسنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 2 مايو 2024

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ثم أما بعد قيل أنه دخل شيخ من الأزد على معاوية بن أبي سفيان، فقال له اتقي الله يا معاوية، واعلم أنك كل يوم يخرج عنك، وفي كل ليلة تأتى عليك لا تزداد من الدنيا إلا بعدا، ومن الآخرة إلا قربا، وعلى إثرك طالب لا تفوته، وقد نصب لك علم لا تجوزه، فما أسرع ما تبلغ العلم، وما أوشك أن لحقك الطالب، وإنا وما نحن فيه وأنت زائل، والذي نحن صائرون إليه باق، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وإن من المعلوم أن من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على المسلم نصرته وتحقيق محبته واتباعه.

ولا شك أن من صور ذلك تحري الصواب والصدق في نقل أقواله وأخباره صلى الله عليه وسلم، والمحافظة على نقاء شريعته وسنته، لأن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من أخطر أنواع الكذب، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه سيكون في آخر الزمان أناس يكذبون عليه، ففي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يكون في آخر الزمان دجّالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم، ولا يفتنونكم” فالنبي صلى الله عليه وسلم حذر من هؤلاء، لأنهم يغيرون معالم الدين، حيث يدخلون فيه ما ليس منه، أو يخرجون منه ما هو ثابت فيه، وأيضا بهذا الكذب ربما يحلون حراما أو يحرمون حلالا، وكفي بهذا إثما مبينا، وإفكا عظيما.

وقد أخرج الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال ” إن الذي يكذب عليّ يُبنى له بيت في النار” والكذب على الله ورسوله سيؤدي بالطبع إلى تغيير معالم الدين، وهذا يؤدي بدوره كذلك إلى كثرة الاختلاف وافتراق الأمة، وقد حذر رب العالمين من هذا، فاحذر أن تنسب إلى أي فرقة غير أهل السنة والجماعة، واحذر أن تتخذ لك قدوة غير النبي صلى الله عليه وسلم، واحذر من الاختراع والابتداع في الدين، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” إياكم ومُحدثات الأمور، فإن كل مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار” رواه مسلم، وقد أخرج الإمام أحمد، وابن ماجه، وابن حبان، عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار” قيل يا رسول الله، مَن هم؟ قال صلى الله عليه وسلم “مَن كان على ما أنا عليه وأصحابي” وإن الله تعالى، قد يبتلى الإنسان بما هو عليه، فجعل الخادم خادما، والسيد سيدا، ومن الممكن أن تنعكس الأمور فيصبح الخادم سيدا، والسيد خادما، فهو أمر لا يملكه الإنسان، لذلك كانت هناك ضوابط يعامل بها السيد خادمه كأخاه، فيطعمه، ويلبسه، ولا يكلفه بما لا يستطيع، ويعينه، ثم إن كفارة ضرب الخادم في الإسلام هوعتقه، فقد ضرب أبو مسعود الأنصاري خادما عنده، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم، خلفه يرشده بأن الله تعالى، أقدر عليه من خادمه، فخاف أبو مسعود من ذلك وأعتق خادمه لوجه الله عز وجل.

فبين له رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه لو لم يعتقه لمسته النار، وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، بهذا النهج مع كل من يضرب خادما له، وجُعلت الكفارة عتقه وتركه، وقد تأثر الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، بهذا النهج القويم، وانعكس ذلك على تعاملهم مع خدمهم، فهناك من لم يفرَّق بينه وبين خدمه، لما بينهم من التشابه الكبير وجلوسهم مع بعضهم، مثل عبد الرحمن بن عوف، حيث إن من كان يراه لا يميّز بينه وبين خدمه، ومنهم من ألبس خادمه حُلة كحُلته، كأبي ذر الغفاري، ولا ينحصر هذا الرفق مع الخدم في الأفعال، وإنما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق في الأقوال أيضا، فأمر صلى الله عليه وسلم، أصحابه أن لا ينادي أحدهم خادمه بعبدي وأمتى، بل يناديه غلامي أو فتاي.

وقد شمل النبي صلى الله عليه وسلم الخدم في وصيته عند موته، فقال صلى الله عليه وسلم “الصلاة وما ملكت أيمانكم، الصلاة وما ملَكت أيمانكم” وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شيئا قط بيده ولا امرأة، ولا خادما، إلا أن يجاهد فى سبيل الله “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى