مقال

أسباب نشر الفرقة بين المجتمع

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أسباب نشر الفرقة بين المجتمع

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم الخميس الموافق 26 أكتوبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، فهو صلى الله عليه وسلم الذي كان أشجع الشجعان حتى إنه ليحتمي به صناديد الأبطال عند اشتداد النزال، فقال البراء بن عازب رضي الله عنه “كنا والله إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا للذي يحاذي به ويعني النبي صلى الله عليه وسلم” رواه مسلم، وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه “كنا إذا احمرّ البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه” رواه الإمام أحمد.

ومن هنا كانت أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم عالية وكانت منزلة رفيعة ألا وهي الشهادة في سبيل الله، وليست مرة بل مرات، فصلي الله عليه وسلم هو القائل ” والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل ” وفي رواية للبخاري يقول صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا” وما ذلك إلا لكرامة الشهيد والشهادة على الله، ولذا لما قُتل من قُتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد ولقوا ربهم تبارك وتعالى فسألهم ماذا يريدون ما اختاروا غير العودة للدنيا من أجل أن يُقتلوا في سبيل الله مرة ثانية، وقد نهى الله تعالى عن الفرقة والتحزب، وأمر بالاجتماع. 

ونهى عن الاختلاف فقال الله تعالى فى سورة الأنفال ” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ” ويقول سبحانه وتعالى فى سورة آل عمران ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” فالله عز وجل، أمر بالاجتماع ونهى عن الاختلاف، فنشر الفرقة بين الناس بسبب الحسب والنسب، أو توالي وتعقد الولاء من أجل الرجال، فإن هذا سبب من أسباب الفرقة، ومن يسعى إلى نشر الفرقة بين المجتمع ويسعى إلى الإفساد فيهم فيجب نصحه، وإلا حذرنا منه لأنه يسعى للإفساد في الأرض، فعلى المسلم أن يسعى لجمع الكلمة وإلى توحيدها، فإن الله عز وجل، أمر به، وأمر به نبينا صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن من مظاهر الفساد هو الدعوة إلى إفساد المرأة ودعوتها إلى أن تعصي ربها عز وجل، وأن تفعل فعل نساء الكفر، فهذا أيضا من الإفساد في الأرض.

وليحذر الإنسان من ذلك أشد الحذر، وليسع في كل أمر فيه خير وصلاح، فإن الفساد في الأرض ليس خاصا بالرجال، فالمرأة عليها أن تسعى للإصلاح في الأرض لا أن تسعى للإفساد في الأرض، وذلك بتربية أبنائها على طاعة الله عز وجل، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والمحافظة على بيتها، وعلى زوجها، وأن تؤدي ما أوجب الله عليها من أقوال وأفعال، فاللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إن نسألك صلاحا لأحوال الجميع، وأن تديم المحبة بين الأزواج، اللهم أكرمنا وارزقنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماما، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلوا على نبيكم محمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى