
الدكروري يكتب عن الأخلاق الحسنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الأخلاق الحسنة تزيد في الأعمار وتعمر الديار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار” وأيضا فإن الأخلاق الحسنة علامة على كمال الإيمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم” أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم” وفي حديث عمرو بن عبسة أنَه سأل النبي صلى الله عليه وسلم، أى الإيمان أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم” حسن الخلق” وإنه عندما بعث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كانت من أول المهمات التي طلبت منه نشرها بين الناس هي الأخلاق الحميدة، لأن الأخلاق الحميدة من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المرء حتى يستطيع أن يحيا حياة كريمة.
بجانب أن الأخلاق الحميدة تزيد كفة الميزان يوم القيامة وزيادة الحسنات التي تمحو السيئات، لهذا فهي تعد عبادة من العبادات العظيمة وهي سبب من أسباب الدخول في الجنة، وإنه عندما يتحلى الإنسان بصفات كريمة مثل العفو والتسامح، فهو يجعل من نفسه إنسان نقي سوي، لديه القدرة على أن يتجاوز الإساءة، ولا تكون لديه رغبة في العقاب والانتقام، والعفو والتسامح القصد منهما السماح وقبول أعذار الآخرين، وذلك الأمر من شأنه أن يساهم في انتشار الأخلاق والقيم الطيبة، من ثم تقدم المجتمع ونهضته، وإن العفو والتسامح من دلالات القوة والعزة، وإن الرسالة التي بعث بها النبى الكريم محمد صلي الله عليه وسلم هي الإسلام وتعاليمه السمحة، التي تحمل في مضمونها الخير والوفير الذي شملت فضائله جميع أرجاء الكون.
ورسالة الإسلام تقتضي أن تتحلي أمة الإسلام بكافة الصفات الخيرة الطيبة، والتي من بينها التسامح والعفو عند المقدرة والرحمة والعدل، والعديد من الصفات الطيبة والقيم الحميدة التي تساهم بشكل كبير في تأسيس الأمة وتربية ابنائها على منهج سليم، بالإضافة إلى العيش في حياة يسودها الأمان والسلام، لإن العفو والتسامح من الأعمال التي يحبها الله عز وجل، وله فضل وثواب عظيم وأجر كبير، حيث أن الإنسان الذي يعفو عن عباد الله فإن الله سبحانه وتعالى يعفو عنه، وقال الله عز وجل في كتابه العزيز “فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين” فمن يرغب في أن ينال عفو ومغفرة الله عز وجل فليعفو ويغفر عن عباد الله وقت الإساءة والأذى، وتكون المعاملة قائمة على العفو والتسامح.
وغض الطرف وانتظار الجزاء من الله سبحانه وتعالى، وكذلك فإن العفو والتسامح من شيم المسلم، والتي يجب أن يتحلى بها حتى ترقى أخلاقه، وقد حث الإسلام عن العفو والتسامح، ويحث القرآن الكريم عن التسامح أيضا، ويوجد به العديد من الآيات التي تحبب المسلم في العفو والتسامح، فإن التسامح كلمة كبيرة لا يمكن أن يقدمها إلا إنسان يتمتع بمقومات خاصة، فإن التسامح نور يضيء القلوب، وعندما ينعدم التسامح، ينطفئ القلب فلا ينير بعدئذ أبدا، وإن جميع الأخطاء قابلة للتسامح إذا كنا نحب بعضنا بصدق، وإننا نظهر تسامحا كبيرا مع الأشخاص الذين نريد مسامحتهم، حتى وإن كانت أخطاؤهم عظيمة، ونركز على كل خطأ وإن كان صغيرا مع الأشخاص الذين لا نريد مسامحتهم.
إن التسامح مرتبط بشدة بمشاعرنا وإرادتنا، وإن التسامح خلق إن امتلكناه امتلكنا جميع الأخلاق، وذلك لأن التسامح هو الذي يعفو عن غضبك، وهو الذي ينسي الشخص عيوبك، وهو الذي يجعلك محبوبا عند الآخرين، وإن التسامح يظهر في أشد الأوقات غضبا، وأشدها ألما وأكثرها حزنا، وإلا أصبح التسامح بعد ذلك تناسيا وليس تسامح، وإن التسامح ينقي قلوبنا إلى حد لا يمكن لشيء أن ينقيه مثله، تخيل قلبا مليئا بالحقد كيف يكون؟ تخيل بؤس قلبك دون تسامح، فإن التسامح يفضي إلى السلام، لكن الحقد والكره قد يفضي إلى حروب لا نهاية لها، وإن الأقوياء هم من يسامحون، ليس هناك ضعيف يجرؤ على السماح، ليس هناك أبدا، فإذا أردت أن تعيش بهدوء مع الناس تعلم كيف تعفو عن أخطائهم.