مقال

الدكروري يكتب عن مفاتيح الفرج

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مفاتيح الفرج

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من المفاتيح هو الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي بن كعب قال قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال” ما شئت ” قلت الربع ؟ قال ” ما شئت فإن زدت فهو خير لك ” قلت النصف ؟ قال “ما شئت فإن زدت فهو خير لك ” قلت فالثلثين ؟ قال “ما شئت فإن زدت فهو خير لك ” قلت اجعل لك صلاتي كلها ؟ قال ” إذا يكفى همك ويكفر لك ذنبك” رواه الترمذي، ومن مفاتيح الفرج أيضا هو العمل الصالح وإخلاص العمل لله، فقد قال تعالى فى سورة النحل “من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” وفي قصة النفر الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار فسقطت عليهم صخرة وسدت عليهم باب الغار، وتوسلوا بصالح أعمالهم كما في الحديث الصحيح، وإن من مفاتيج الفرج هو الصدقة، حيث قال الله تعالى فى سورة سبأ.

 

” وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “داووا مرضاكم بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة” رواه البيهقي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” رواه الترمذي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا” رواه البخاري، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “قال تعالى أنفق يا ابن آدم ينفق عليك” رواه البخاري، فإذا أخذنا بهذه المفاتيح للفرج ولجأنا إلى الله بصدق وابتعدنا عن الظلم فإن الله سيجعل لنا فرجا ومخرجا وينصر عباده المؤمنين في كل مكان ويذل الظالمين والطغاة المستبدين أينما كانوا فقد قال الله تعالى فى سورة إبراهيم ” وترى المجرمين يومئذ مقرنين فى الأصفاد، سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار، ليجزى الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب”

 

ولتتذكر أيها الظالم اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك، فقال الله تعالى فى سورة آل عمران ” وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين” وإن لحكمة الله غاية ولكل ظالم نهاية، فلا تظلمن إذا ماكنت مقتدرا فالظلم يرجع عقباه إلى الندم، تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم، ويقول عز وجل فى سورة الأعراف ” ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون” وقال العلامة السعدي رحمه الله ” ثم” إذا لم يفد فيهم، واستمر استكبارهم، وازداد طغيانهم، وقوله تعالى ” بدلنا مكان السيئة الحسنة” فأدرّ عليهم الأرزاق، وعافي أبدانهم، ورفع عنهم البلايا، “حتى عفوا” أي كثرت أرزاقهم وانبسطوا في نعمه الله وفضله، ونسوا ما مر عليهم من البلايا، واغتبطوا، وفرِحوا بما أوتوا، وكانت الدنيا أسر ما كانت إليهم.

 

“فأخذناهم” بالعذاب، “بغتة وهم لا يشعرون” أي لا يخطر لهم الهلاك على بال، وإن في قصص القرآن الكريم الكثير من العبر والعظات، حيث قال الله عز وجل فى سورة يوسف ” لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب” فالله جل جلاله عندما ابتلى أولئك الأقوام بتلك العقوبات، ففي ذلك تحذير لغيرهم، أن سنة جارية فيهم وفي غيرهم، فينبغي أن نأخذ العبرة والعظة منها وإن الدعاء هو العبادة وأفضلها، فعن النعمان بن بشير عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” الدعاء هو العبادة” ثم قرأ قول الحق من سورة غافر ” وقال ربكم ادعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين” وقال الإمام الخطابي رحمه الله، معنى الدعاء استدعاء العبد ربه عز وجل العناية واستمداده منه المعونة، وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمة العبودية واستشعار الذلة البشرية، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل.

 

وإضافة الجود والكرم إليه، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الدعاء هو العبادة” وقوله صلى الله عليه وسلم، لابن عباس رضي الله عنهما ” إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله” ويقول الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله” وهذا منزع من قوله تعالى مما أنزل في فاتحة كتابه ويقرأه عبده المسلم ” إياك نعبد وإياك نستعين” فإن السؤال هو دعاؤه والرغبة إليه، والدعاء هو العبادة، وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ” أفضل العبادة الدعاء” وقال الإمام الخطابي رحمه الله في كتابه “شأن الدعاء “وقوله صلى الله عليه وسلم ” الدعاء هو العبادة” معناه أنه معظم العبادة أو أفضل العبادة، كقولهم الناس بنو تميم، والمال الإبل، يريدون أفضل الناس، أو أكثرهم عددا، أو ما أشبه ذلك، وأن الإبل أفضل أنواع المال، وكقول النبي صلى الله عليه وسلم “الحج عرفة” يريد أن معظم الحج الوقوف بعرفة، وذلك أنه إذا أدرك عرفة فقد أمن فوات الحج، ومثله في الكلام كثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى